في "مخيمات الأرامل" .. سوريات يفضلن "الانتحار" على مواجهة الحرمان واليأس
في "مخيمات الأرامل" .. سوريات يفضلن "الانتحار" على مواجهة الحرمان واليأس
"بمخيمات الأرامل"، وهي موطن لعشرات الآلاف من الأرامل وغيرهن من النساء العازبات -بما في ذلك النساء المطلقات أو اللواتي فقدن أزواجهن- وأطفالهن، والذين يعيشون في 28 مخيماً في شمال غرب سوريا، لا تتمتع النساء بالحق في التنقل بحرية، وهن غير قادرات على العمل لإعالة أنفسهن وأطفالهن.
وفي بعض الحالات، تختار النساء في هذه المعسكرات الانتحار عندما يواجهن مستويات هائلة من الحرمان والتوتر واليأس، وفقا لتقرير حديث نشرته منظمة "الرؤية العالمية" World Vision.
ويستيقظ هؤلاء النساء وأطفالهن كل يوم تحت التهديد المستمر بالعنف، دون أن يكون لديهم أي وسيلة لكسب العيش أو الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتتعرض حقوق الفتيات على وجه الخصوص للخطر، بما في ذلك حرمانهن من حقهن في التعليم.
ويشير التقرير الصادر بعنوان "الثمن الذي يجب دفعه"، إلى أنه بعد 11 عامًا من الحرب في سوريا، أصبحت الأزمة الإنسانية أسوأ من أي وقت مضى، حيث تأثر أكثر من 13 مليون سوري بالحرب المستمرة والاضطهاد، وأصبح 6.2 مليون، من بينهم 2.5 مليون طفل، نازحين داخليًا في الوقت الحالي.
ويقدر تقرير "الرؤية العالمية" أن الاقتصاد السوري قد تضرر بأكثر من 1.2 تريليون دولار من الخسائر المالية المتراكمة من الصراع، وأن متوسط العمر المتوقع للأطفال السوريين قد انخفض بمقدار 13 عامًا.
ويبحث التقرير في آثار الحرب السورية على هؤلاء النساء وأطفالهن، الذين يواجهون مستويات مزمنة ومرتفعة من العنف، بما في ذلك الإهمال والاعتداء اللفظي والجسدي والجنسي، وكذلك زواج الأطفال وعمالة الأطفال.
ويعرض الأولاد بشكل خاص لخطر التجنيد في الجماعات المسلحة، والتطرف فيما بعد، وذلك لأن الأولاد الذين تزيد أعمارهم على 11 عامًا يعتبرون بالغين من قبل المجتمع ويجبرون على مغادرة المخيمات، دون مكان يذهبون إليه، ولا فرص عمل ولا مستقبل.
وعلى الرغم من الظروف المعيشية المزرية في مخيمات الأرامل، لا يزال وصول المساعدات الإنسانية صعبًا للغاية عبر شمال غرب سوريا مع وجود نقطة دخول واحدة فقط للمساعدات الإنسانية للأمم المتحدة مفتوحة.
وفي الواقع، تعتبر الأرامل أكثر عرضة للاستبعاد من المساعدات والخدمات الإنسانية، كما أنهن معرضات بشكل خاص للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ومع ذلك، فإنهن وأطفالهن لا يزالون إلى حد كبير دون أولويات المانحين، وهم في الغالب غير مرئيين في العمليات الإنسانية في شمال غرب سوريا.
وكانت هناك أيضًا قيود على وصول وكالات الإغاثة لدعم النساء والأطفال الذين يعيشون في هذه المخيمات، مما جعل إعطاء الأولوية لهذه المجموعة أكثر أهمية.